مداولة عن الماء والإنسان للسنة الثانية اعدادي

الماء والإنسان 

الماء من أعظم النعم التي أنعمها الله على عباده، يقول سبحانه وتعالى" وجعلنا من الماء كل شيء حي" 

محاكمة الإنسان المسرف

الماء: هذه قضيتي يا سيدي القاضي ... واطلب منك أن تأخذ حقي من هذا الإنسان المسرف.

القاضي: ماذا تقول في هذه الدعوى أيها الإنسان المسرف للماء.

الإنسان المسرف (المدعى عليه) : لا سيدي القاضي ما تقوله هذه القطرة ليس صحيح، فأنا أحتاج الماء دائما واستخدامه في تنظيف المنزل باستمرار فالنظافة لنا خير شعار. وإذا فتحت صنبور الماء أثناء غسل الملابس وأثناء الاستحمام لا أقفله حتى الانتهاء. وأستمتع بسكب الماء ليبرد لنا الأجواء. 

وإن لعب الأطفال بالماء فلا ضير (حراج). فنحن نحب لهم الخير. فالناس والدواب والزرع نشربه بهناء. فكيف نعيش بدون ماء.

القاضي : هل لديك شاهد يا أيها المدعي (الماء). 

الماء (المدعي ): نعم يا سيدي القاضي إنه عداد الكهرباء.

القاضي : أيها الحاجب.

الحاجب: حاضر يا سيدي القاضي.

القاضي : أحضر لنا الشاهد (عداد الكهرباء).

القاضي : تفضل يا عداد الكهرباء وأدلي بشهادتك.

عداد الكهرباء (الشاهد) : نعم يا سيدي القاضي، هذا الإنسان تجاوز الحد في الإسراف وتبذير المياه. 

دائما يشعل الضوء حتى إذا خلا الدار. والمكيفات تعمل ليلا ونهار. وقد تأذى من صوت مذياعه الجيران. 

والتلفاز وأجهزة المطبخ والغسالات تعمل في كل الأوقات. وأجهزة المطبخ والغسالات أيضا.

فهذا من سوء التدبير، إسراف بالكهرباء دون وعي وتفكير.

فهذا حال هذا الإنسان مع الكهرباء والماء على حد سواء. 

القاضي: بعد الانتهاء من سماع الأقوال المدعي والمدعى عليه والشاهد ننتظر برهة للنطق بالحكم.

ويبدأ القاضي مناقشة بصوت منخفض مع مساعديه.

ثم يضرب القاضي بالمطرقة على الطاولة ويقول: هدوء. هدوء.. بعد المداولة، حكمنا بما هو آت.

حكمت المحكمة على هذا الإنسان المسرف أنه ظالم لنفسه بإسرافه وتبذيره بنعم الله.

فترفع الماء (المدعي ) و عداد الكهرباء ( الشاهد ) أيديهما ويقولان: يحيا العدل.. يحيا العدل..

ثم يتمم القاضي قائلا: يجب عليه الاقتصاد والاعتدال في استخدام الماء والكهرباء .

فهذه نعم تستحق الشكر قال تعالى: ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ). ويمتثل الإنسان لأمر ربه الذي قال في كتابه:

(إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ).

كما يجب عليه عدم الإسراف في الماء والكهرباء حتى لا يقع في المسائلة والعقاب .