وصية أب لابنه المسافر
تاجر تقي صالح ينفق على الفقراء والمحتاجين ولهذا التاجر أبناء. شاب وفتاة بهما الكثير من صفات أبيهما وعندما كبر عمر الأب سلم تجارته لابنه، وقبل الأول رحلة لسفر ابن خارج البلاد لشراء ما يلزمه جلس معه والده وأوصاه بتقوى الله وقال له يا بني والله إني ما كشفت ستري في حرام فحافظ على عرض أختك بحفظك أعراض الناس ولا تنسى قول النبي صلى الله عليه وسلم : احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك.
![]() |
وصية أب |
ثم سفر الشاب واشترى ما يلزم تجارته وقبل العودة شهد فتاة جميلة تمر بجانبه فزين له الشيطان فعل السوء خاصة وأن لا أحد يراه فقام الشاب بتقبيلها قبلة بغير إرادتها ثم سرعان ما انتبه وتذكر نظر الله إليه ثم وصية أبيه فاستغفر وعاد نادما ، في هذه اللحظة جاء رجل البريد ليعطي لوالده بعض الخطابات فطلب الأب من ابنته أن تستلم البريد وفجأة قبل رجل البريد الفتاة وخرج مسرعا بعد أن صفعته الفتاة على وجهه وكان الأب يتابع المشهد دون أن يراه أحد فحزن وقال في نفسه لا حول ولا قوة إلا بالله هذا ساعي البريد ما فعل هذا في شبابه فكيف يفعلها اليوم ، ثم أدرك أن ما فعله هو دين على أهل البيت وتأكد أن ابنه قد فعل في سفره ما استوجب من أخته السداد .
ولما وصل الشاب وسلم على أبيه وجد والده لا يبتسم كعادته وسائله بحزن هل حصل معك غي سفرك شيء ؟ فنفى الابن إلى أن قال الأب هل اعتديت على عرض أحد في سفرك ، أدرك ابن أن شيء حدث في البيت فاعترف لأبيه وهو يبكي ويستغفر والندم واضح على وجهه فحدثه الأب بما حدث من ساعي البريد مع أخته وكما قبل هو في سفره الفتاة عقابه الله بمن جاء وقبل أخته ووحدة بواحدة ولو أنه زاد عن القبلة لا زاد رجل البريد أيضا ولو فعلت أكثر من ذلك لفعل. وكما قال الله تعالى ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ). (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ)، وقوله تعالى: (إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ).
اعتذر الشاب لأبيه ووعده بالمحافظة على أهل بيته وأن هذا الدرس لن ينساه أبدا . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أولئك هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) [الحشر] .
إرسال تعليق