احتفال بالمولد النبوي الشريف
هناك من يرى أن احتفال بذكرى المولد النبوي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وهناك من يرى أن احتفال بذكرى المولد النبوي عبادة من العبادات، وكلا الرأيين خاطئ، والحق وسط بين طرفين كما قال الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي، مستدلا بآية الكتاب الحكيم " بسم الله الرحمن الرحيم وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبيت به فؤادك فإذا كان قلب سيدنا الحبيب وحبيب الحق الذي أقسم الله تعالى بعمره الثمين، إذا كان قلب النبي يزداد ثبوتا وإيمانا وتألقا بسماع قصة نبي دونه.
فكيف حالنا ونحن المقصرين إذا استماعنا لسيرة سيد أنبياء والمرسلين وسيد ولد ادم، كيف حالنا إذا قرأنا جمائله وفضائله و أخلاقه ورحمته وحكمته وعلمه وتواضعه، الدليل الأول من القرآن الحكيم أن معرفة السيرة من سيرة الأنبياء والمرسلين من شأنه أن يزيد إيمانا للمؤمنين يقينا ذلك أن الفضائل لا قيمة لها إلا إذا تجسدت بأشخاص والمثالية من دون مثلا حي لا قيمة لها الأفكار الأخلاقية بمجرد أن تكون أفكارا لا قيمة لها لكن هذه القيام الأخلاقية حينما نراها بأعيننا في إنسان صادق أمين عفيف عنده حياء عنده وفاء وكرم فنحن نتأثر.
فالله سبحانه وتعالى يدعون إلى معرفة رسله بل إنما معرفة رسول الله جزء من الدين لأن كلمة الإسلام أولى " لا إله إلا الله محمد رسول الله " قال تعالى " أم لم يعرفوا رسولهم صلى الله عليه وسلام" وقال تعالى " قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة " وأن نجتمع مثنا وفرادا.
ونقوم بمداولة هذه الرسالة الذي جاءنا بها الحبيب عليه افضل الصلاة والسلام في أخلاقه وحكمته هذا جزء من الدين بل هو أمر النبي وكل أمر إلهي في القرآن الحكيم، يقتضي الوجوب لكن أيها إخوة أن مضطر أن أربط ما يعانيه العالم الإسلامي من حالة لا ترضي ولا تصور الصديق بل تشمت العدو، أربط هذه الحالات بضعف اهتمامنا بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ؟؟
الله عز وجل يقول " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " قال علماء التفسير مدام سنة ومنهج النبي عليه الصلاة والسلام مطابقة في حياتنا مطابقة في زواجنا وفي تربية أبنائنا، مطابقة في كسب أموالنا في إنفاقها، مطابقة في مساراتنا وأحزاننا مطابقة حلنا و ترحالنا، إذا كان منهج رسول الله الذي جاء بيه مطابقا في حياتنا فنحن في مأمن من عذاب الله فإذا كنا نعذاب كل يوم ونقتل كل يوم وتستباح دمائنا كل يوم وتنتهك أعراضنا كل يوم ويستولى على ثرواتنا وتأتينا الجيوش من بقاع الأرض تحتل أرضنا.
إذا كان هذا هو الوضع فالذي يعنينا من هذا الوضع أننا لسنا مطابقين لمنهج رسول الله مهما مدحنا و مهما صلينا على النبي إلا لم نقتفي منهج النبي فهذا احتفال يبقى احتفالا يضاف إلى تراثنا وتقاليدنا وعداتنا أما إذا عكفنا على سنة النبي كيف عمل زوجته وكيف عمل أولاده، وكيف عمل جيرانه، كيف كان حالما كيف كان وفيا كيف كان متواضعا كيف كان صادقا كيف كان رحيما.
حينما نحتفل بذكرى المولد حقيقة ينبغي أن نقتفي أثاره، مقام النبي عليه الصلاة والسلام لا يليق بيه أن نذكره يوما في العام ما عدا الله يجب أن نذكره كل يوم، يجب أن تدور سنته معنا في كل شؤون حياتنا أيعقال أن نذكره مرة واحدة في العام ،مقام النبي الحكيم يقتضي أن نذكره يوميا لذلك لا يتناسب مقامه، وهدايته مع أن نذكره في العام مرة لذلك معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم جزء من الدين لأن كلمة الإسلام أولى شطرها " محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
ولذلك فإن تخصيص يوم واحد لدعوة إلى رسول الله هو بدعة وكل بدعة ضلالة أما إذا دعوتم وتحدثتم عن دينيكم ونبيكم في كل يوم بما يشمل ذلك اليوم دون استثناء أو تخصيص فلا حراج في ذلك.
إرسال تعليق